استقالة قاضية أرجنتينية تعيد قضية وفاة مارادونا إلى نقطة الصفر

استقالة قاضية أرجنتينية تعيد قضية وفاة مارادونا إلى نقطة الصفر
دييغو أرماندو مارادونا

أعلنت القاضية الأرجنتينية جولييتا ماكينتاتش، التي أثارت جدلاً واسعاً في الرأي العام المحلي والدولي ولقبتها وسائل الإعلام بـ"قاضية الفضيحة"، استقالتها رسمياً من القضية المتعلقة بملابسات وفاة أسطورة كرة القدم العالمية دييغو أرماندو مارادونا، وذلك عقب مشاركتها في فيلم وثائقي غير مصرح له، ما تسبب في إلغاء الإجراءات القضائية برمتها وإعادة المحاكمة من نقطة الصفر.

وأكد محامي القاضية، داريو سالدانيو، في رسالة بعث بها إلى سلطات مقاطعة بوينس آيرس واطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية "فرانس برس"، اليوم الأربعاء، أن القاضية عبّرت عن أسفها "للتأثير المؤسسي والاجتماعي العميق" الذي خلفته تصرفاتها، مؤكدة إدراكها التام "للسياق الحساس الذي تجرى فيه هذه المحاكمة". 

وشددت ماكينتاتش (47 عاماً) على أن قرارها بالاستقالة جاء حفاظاً على نزاهة القضاء، واستعادة ثقة الرأي العام بمؤسساته العدلية.

مخالفة أخلاقية 

كانت القاضية المستقيلة واحدة من ثلاثة قضاة أوكلت إليهم مهمة النظر في القضية المعقدة التي تخص الفريق الطبي الذي أشرف على مارادونا في أيامه الأخيرة. 

وأُجبرت على التنحي بعد الكشف عن مشاركتها في مقابلة ضمن مسلسل وثائقي يتناول تفاصيل القضية، في حين كانت المحاكمة لا تزال جارية، وهو ما اعتُبر خرقاً واضحاً للقواعد الأخلاقية القضائية.

وفي أعقاب ذلك، قرر رئيس المحكمة القاضي ماكسيميليانو سافارينو إبطال جميع إجراءات المحاكمة السابقة، مؤكداً أن ما جرى "أضر بحقوق الطرفين، سواء الادعاء أو الدفاع"، ومشدداً على ضرورة إعادة المحاكمة "أمام هيئة قضائية جديدة"، دون أن يتم تحديد موعد دقيق بعد.

وقد أيّد الادعاء وغالبية محامي الدفاع والمدعين المدنيين هذا القرار، معتبرين أن شبهة الخلل في الحياد أصبحت قائمة بما لا يسمح باستمرار الهيئة الحالية.

إعادة إطلاق المحاكمة 

تعود القضية إلى وفاة دييغو مارادونا في 25 نوفمبر 2020، عن عمر ناهز الستين عاماً، خلال فترة نقاهة قضاها في منزله بمدينة تيغري في ضواحي بوينس آيرس، وذلك بعد خضوعه لجراحة دقيقة في الدماغ لعلاج تجلط دموي. 

وأُعلنت الوفاة نتيجة قصور في القلب وأزمة رئوية حادة، ما أثار الكثير من التساؤلات حول مستوى الرعاية الطبية المقدّمة.

وتمت محاكمة 7 من أعضاء الفريق الطبي، من بينهم الجراح ليوبولدو لوكي والطبيبة النفسية أغوستينا كوساشوف، بتهم تتعلق بـ"القتل العمد المحتمل" – وهو توصيف قانوني يشير إلى الإهمال المتعمد أو اتخاذ قرارات طبية رغم المعرفة المسبقة بأنها قد تفضي إلى الوفاة.

وإذا ثبتت إدانتهم، فقد يواجهون عقوبات سجن تراوح بين 8 و25 عاماً، بحسب القوانين الأرجنتينية.

مارادونا.. نهاية مأساوية

يُعد دييغو مارادونا أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ، وقد سطّر اسمه بأحرف من ذهب مع المنتخب الأرجنتيني ونادي نابولي الإيطالي. 

لكن حياة "الفتى الذهبي" شابتها محطات مثيرة للجدل، من تعاطي المخدرات إلى الأزمات الصحية والنزاعات القانونية. 

وكان مرضه الأخير مفاجئاً، وأثار جدلاً واسعاً حول نوعية الرعاية التي تلقاها، وحمّل البعض مسؤولية الإهمال إلى دائرته الطبية.

تُعد هذه المحاكمة من أكبر القضايا الجنائية المرتبطة بوفاة شخصية رياضية في العالم الحديث، ويترقبها الملايين من عشاق مارادونا والعدالة معاً. إلا أن فضيحة القاضية ماكينتاتش أثارت جدلاً قانونياً وأخلاقياً جديداً حول مهنية السلطة القضائية وقدرتها على إدارة مثل هذه القضايا ذات الحساسية العالية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية